لكنّي يا أبتِي وجدتُ طريقًا غيرَ الطّريق، وحُلمًا غيرَ الحُلم.
"أنا يا أبتي في هذه الدّار غريبٌ رغم أُنسي، وحيدٌ رغم صَحبي!".
_ أحمد شقير.
"يا صاحبي إنّما الدنيا تلاهي، وتفاخُر، وتنابزُ بالمال واللقب والولد، وركضٌ ولهثٌ وغفلة، لكن انظر اﻵن إلى حال قلبك، ابصِره بتكشّف وعَرّيه من التسويف والركون، كيف حاله؟ هل فيه من اليقين ما يُنجّيك من الانزلاق في حفرة القنوط، وهل فيه من الرحمة ما يقيك الجحود؟
وعلى قياس المثل القائل: "ساعة لك وساعة لربّك." هل كنت عادلًا بما يكفي وقسّمت يومك وعمرك انتصافا بين الساعتين؟ أم عبثت بيومك كاملًا وأعطيت ربّك من حقّه الفتات آخر النهار، بآياتٍ سريعة قليلة تُخدّر بها شعورك الحيّ بالتأنيب إلى ماشاء الله؟
يا صاحبي قلوبنا أرضنا، واﻷرض لا يُحصَدُ منها إلا ما حرثهُ صاحبها واصطبر على سقيهِ حتى انبثق ثمرًا صالحًا يكفيه، فماذا نرى من حصادنا بعد عشر سنين؟
وددتُ لو وجدنا ما يسُرّنا ويرضينا، ولكن لا يجني الورد من يزرع الحنظل، ولا يجد السنابل في موسم الحصاد من كانت أرضهُ بورٌ تشكو الجفاف والهَمَل.
أحدّث اليوم نفسي وإياك، وأقسو عليها ثم أترّفق بك، وأقول؛ مازال في الوقت متسّع ما دام في العمرِ بقيّة، ولازال بحوزتنا جعبة ممتلئة بالدقائق الثمينة واﻷيام النفيسة التي فيها بأصغر اﻷعمال المقرونة بأصدق النيّة سنغيّر مجرى صحائفنا من الشقاء للسعد والنجاة، برحمة منه وفضل، والذكي من استودع اللّه صلاحه وشأنه كله وسأله من سِعته أن يصيّره عابدًا فطِنًا حامِدًا أوّاب "إذا ما كان اللّه في عون الفتى، فأولُ ما يقضي عليهِ اجتهادهُ."
هلمّ بنا نسعى ما استطعنا، وكلما تعثرت أقدامنا بالزلل قُمنا فرجعنا، وليبقَ هذا دأبنا حتى انتهاء المطاف، ياصاحبي إنني واللّه أحبّك، وما رغبتُ سوى بالفوز الكبير لي ولك؛ ﴿ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ ﴾
فالسلام على قلوبنا العطشى لا يروي ظمأها إلا حوض الكوثر، على دعوة قلب مُحِبّ أن نلتقي جميعًا على حافّته برفقة سيدنا محمّد، آمنين مطمئنين بعد أن ذهبَ الرّوع واطمأنت النفس، وزال التعب والأحزان والزلل.
I adore this giant flower filled tree!
أحمد الصابوني.
Nile River ⛵️
Aswan,Egypt
Shot & edit by me
"يا رب، أنا أمَتُك الصغيرة، أنزوي في رُكنِ الغرفة، أرتكزُ على حافّة قلبي، ربما أُشبِه حجم ذرّة واحدة من ذراتِ كونك الضخم، وربما أدنى من ذلك وأصغر، كلما سكنَ الليل حدثّتك حديثَ المُنهك المَأسيّ، أسبّحك بعدد عجائب قدرتك، وبقدر نِعَمِك التي لا تفتأ تغسلُني مرّةً بعد مرّة، سبحانك ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضائك، إلى من تكلني؟ إلى جوف يأسٍ قاتم؟ أم إلى أرضٍ لا مُنصفٍ فيها ولا أمينٍ عليها؟
أسألك بعفوك ورحمتك أن تظلّلني بألطافك، وأن تتجاوز عني قصوري وتعبي وخذلاني، وأن تعاملني بما أنت له أهلٌ لا بما أنا أهلٌ له، وأن تفتح لي مسالك اليُسر والتدبير، وألا تكِل أمري إلى سواك يا قدير."